وعند الترمذيِّ عنهُ : (( منْ بات آمناً في سِرْبهِ ، معافىً في بدنه ، عندهُ قوتُ يومِهِ ، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافِيرِها )) .
والمعنى : إذا حصل على غذاءٍ ، وعلى مأوًى وكان آمناً ، فقدْ حصل على أحسنِ السعاداتِ ، وأفضلِ الخيراتِ ، وهذا يحصلُ عليه كثيرٌ من الناسِ ، لكنهمْ لا يذكرونه ، ولا ينظرون إليه ولا يلمسونه .
يقولُ سبحانه وتعالى لرسوله : ﴿ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ . فأيُّ نعمةٍ تمّتْ على الرسولِ ؟
أهي المادةُ ؟ أهو الغذاءُ ؟ أهي القصورُ والدورُ والذهبُ والفِضَّةُ ، ولم يملكْ من ذلك شيئاً ؟
إنَّ هذا الرسول العظيم كان ينامُ في غرفةٍ منْ طينٍ ، سقفُها منْ جريدِ النخلِ ، ويربطُ حَجَريْنِ على بطنِهِ ، ويتوسَّدُ على مخدَّةٍ منْ سَعَف النخلِ تؤثِّر في جنبهِ ، ورهن دِرْعهُ عند يهوديٍّ في ثلاثين صاعاً منْ شعيرٍ، ويدورُ ثلاثة أيامٍ لا يجدُ رديء التمرِ ليأكله ويشبع منه.
مِت ودرعُك مرهونٌ على شظفٍ | من الشَّعيرِ وأبقى رهَكَ الأجلُ | |
لأنَّ فيك معاني اليُتْمِ أعذبُهُ | حتى دُعيت أبا الأيتامِ يا بَطَل |
وقلتُ في قصيدةٍ أخرى :
كفاك عنْ كلِّ قصرٍ شاهقٍ عمدٍ | بيتٌ من الطينِ أو كهفٌ من العلمِ | |
تبني الفضائل أبراجاً مشيَّدةً | نُصْيَ الخيامِ التي منْ أروعِ الخيمِ |
﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ ، ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ .
يجب علينا دائما ان نشكر الله لانه اعطانا نعم كثيرة تبعث في نفوسنا السعاده..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك....
ردحذفهذا الكتاب من اروع ما قرأت الله يجزيك كل خير يادكتور عائض وجعله الله في ميزان حسناتك لقد ابدعت في هذا الكتاب
احبك في الله
ردحذفبالشكر تدوم النعم
ردحذفلا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين